كيف تساهم ألعاب الفيديو في بناء الشخصية؟

ساهمت جائحة كوفيد 19 في زيادة قضاء الأشخاص أوقاتهم خلف الشاشات وممارسة ألعاب الفيديو في ظل إغلاق المدارس وتحول العديد من الشركات للعمل عن بعد، لتكون بذلك المنازل ساحات عمل مشتركة للتعليم والمعيشة والعمل، حيث أفادت الدراسات أن هناك نحو 1.5 مليون شخصًا حول العالم قد تأثروا بفقدهم لفرص عملهم، الأمر الذي ساهم في زيادة الاعتماد على التقنيات والحلول التكنولوجية والرقمية بهدف مواصل العمل والترفيه من خلال الربط بالعالم الخارجي.

كما وأفادت الدراسات أن معظم أولئك الذين فقدوا فرص عملهم على أرض الواقع، قد حظوا بفرص أفضل لتحقيق دخل مادي ضخم مقارنة بما كانوا يتقاضونه، حيث كشفت الدراسات أن هناك أكثر من مليون شخص نجحوا في إيجاد مصدر للدخل المادي من خلال اللعب مقابل الربح المادي والجوائز والمكافآت المالية السخية التي تقدمها مواقع الكازينوهات اون لاين، حيث تعتمد العديد من تلك الألعاب على الحظ، بينما عدد منها يحتاج إلى التفكير والتحليل ووضع الاحتمالات لزيادة فرص الربح والفوز بالجوائز المالية المخصصة.

التأثير السلبي لقضاء ساعات طويلة خلف شاشات الهواتف والأجهزة اللوحية

تقول الدراسات أن قضاء ساعات طويلة خلف شاشات الهاتف والأجهزة اللوحية سيكون لها أضرار سلبية على صحة الإنسان، فالاستخدام المفرط لهذه الأجهزة سيؤثر سلبيًا على حياتنا، ومن أبرز التأثيرات السلبية، ما يلي:

النسيان

الجلوس لفترات طويلة خلف الشاشات يساعد في نسيان ما يتعلمه الأفراد من اللغات الأخرى غير اللغة الأم، حيث قال باحثون بأن هناك علاقة بين نسيان ما يتعلمه الفرد من لغة غير لغة الأم والجلوس لساعات طويلة خلف الشاشات دون ممارسة ما تعلمه، كما ينعكس ذلك أيضًا سلبيًا على تواصل الأشخاص الذين يجلسون لساعات طويلة مع العالم المحيط بهم.

اضطرابات النوم

قالت العديد من الدراسات أن الجلوس خلف شاشات الهاتف لفترة طويلة من الزمن تساعد في حدوث ما يعرف باضطرابات النوم، ويسهم ذلك في تأخير وقت النوم، ويحفز النفس لتذكر المحتوى المستهلك، حيث تؤثر إضاءة الهاتف على نمط نوم أولئك الأشخاص، فالضوء الصادر من شاشات الهاتف يساعد في تقليل هرمون الميلاتونين المسؤول على وظيفة النوم والراحة.

 زيادة الوزن

قالت دراسة أجراها معهد صحة السكان في جامعة لندن أن من يقضى أكثر من 3 ساعات متواصلة يوميًا أمام شاشات التلفاز سيكون أكثر عرضة من غيره لزيادة الوزن، والإصابة بمرض السكري، ومقاومة الأنسولين، مقارنة بأولئك الذين يجلسون لمدة ساعة أو ساعتين فقط خلف الشاشات.

كما قالت الدراسة أن الذين يتناولون طعامهم أثناء اللعب ومشاهدة التلفاز ويتعرضون للإعلانات التلفزيونية والتسويقية المتعلقة بالمشروبات والأطعمة التي تكون سعراتها الحرارية عالية، ستؤثر على تفضيلاتهم وعادات استهلاكهم.

المهارات الاجتماعية

بات من الواضح جلوس الأشخاص لساعات طويلة لوحدهم سيؤثر بكل تأكيد على تأثيرهم الاجتماعي، فكل منهم منغمس في هاتفه أو جهازه اللوحي أو خلف الشاشات بدلًا من التفاعل مع بعضهم البعض، حيث سيؤثر ذلك على تفاعل الأشخاص مع أصدقائهم وأقرانهم، الأمر الذي سينعكس تأثيره على المهارات الاجتماعية، ولا يقتصر ذلك فقط على المراهقين والشباب، بل يشمل الأطفال أيضًا.

العدوانية

تعرض العديد من الأشخاص الذين يجلسون لساعات طويلة في التصفح أو اللعب أو مطالعة مواقع التواصل الاجتماعي إلى المحتويات العنيفة، يزيد من سلوكياتهم العدوانية، وينصح بعدم التعرض لهذا المحتوى لفترة طويلة حتى لا يؤثر على صحة وسلوكيات عشاق الألعاب ومحبي الجلوس خلف الشاشات والهواتف المحمولة.

تخلص من الجلوس طويلًا على الهواتف

يمكن التخلص من عادة قضاء أوقات طويلة على الهواتف من خلال اتباع الخطوات التالية، ومنها:

عدم السماح للشاشات بالتحول لتكون جليسة لك

حتى لا تكون فريسة سهلة لتكون جليس للشاشات، حاول عدم الوقوع في الفخ واستغل وقتك في التفاعل مع من حولك، فمثلًا قم بتحديد وقت معين للجلوس خلف الشاشات، وبعدها خصص وقت للانتقال لعمل شيء ما مفيد مع الأشخاص الذين حولك، حاول أن تسألهم في الأمور الحياتية وأفتح نقاش فيما بينكم، الأمر الذي سيساعد في إبعادك عن الشاشات لفترة ما تساعدك في استعادة نشاطك.

اختر المحتوى الصحيح

ابتعد عن المحتوى العدواني واختر المحتوى الصحيح الذي يكون له تأثير إيجابي على صحتك، ويقلل من اكتسابك للسلوك العدواني، الأمر الذي سيساعدك في اكتساب عادات وثقافات جديدة تؤهلك لاكتساب خبرات عملية في حياتك ويعزز من مهاراتك في العديد من جوانب الحياة.

تواصل مع العالم الخارجي

ساهمت العديد من تطبيقات الاتصال والتواصل المرئية في التواصل مع العالم الخارجي بكل سهولة مع الأفراد والأصدقاء البعيدين، الأمر الذي ظهر بشكل واضح مدى تأثير تلك التطبيقات على عالمنا الخارجي، حيث تساعدك هذه التطبيقات في اكتشاف العديد من الاهتمامات والهوايات والتواصل مع العديد من الأشخاص الذين يشاركون الميول، الأمر الذي لا يكون متاح لهم خلف الشاشات أو على أرض الواقع.

تنظم الوقت

أحد أبرز العوامل الهامة التي لا يجب أن تغفل عنها هو تنظيم الوقت، بحيث لا يحول ذلك بين ممارسة هواياتك والأنشطة المختلفة، وبين جلوسك لأداء المهام المطلوبة منك خلف المكتب أو خلف الشاشات، حاول دومًا بأن تجعل أوقاتك خالية من الشاشات والهواتف، وتنقل من مكان لمكان وقم بتأدية العديد من الأنشطة بعيدًا عن الهاتف المحمول، الأمر الذي سيكسبك ميزة التحكم في وقتك ويساعدك في تنظيم وقتك بشكل فعال وبكفاءة عالية.