محتويات المقال
يُعتبر العصر الحالي هو عصر الذكاء الاصطناعي من الدرجة الأولى حيث اندمجت المجالات التي يتفاعل فيها الذكاء الاصطناعي على نحو غير مسبوق. مع تزايد الهجمات التكنولوجية والانتشار التقني وتطور استخداماتها، أدركت الشركات بشكل عام أن الأمن السيبراني وحماية البيانات من الأمور المُلِحة التي لها دور مباشر الآن في نجاح الشركات والقطاعات المختلفة. على الرغم من استخدام بعض أدوات وتقنيات الذكاء الاصطناعي في الهجمات الإلكترونية، إلا أن الذكاء الاصطناعي أيضاً هو وسيلة لا غِنى عنها فيما يتعلق بتعزيز الحماية وتخفيف المخاطر المالية وإدارة المخاطر المختلفة المتعلقة بالتقنيات والتكنولوجيات المستخدمة في وقتنا الراهن، وهذا ما سيتم مناقشته في المقال أدناه.
مُعالجة الذكاء الاصطناعي للمخاطر الأمنية
لعب الذكاء الاصطناعي دور كبير وفعال وتحويلي في المجالات المختلفة ومع تزايد وجوده وانتشار استخدامه كان من الضروري معالجة المخاطر الأمنية المترتبة على الاستخدام الغير قانوني للذكاء الاصطناعي. حيث يستغل المتسللين والمخترقين تعقيدات خوارزميات الذكاء الاصطناعي ويسعون نحو نقاط الضعف التي لازالت تنطوي على استخدام الذكاء الاصطناعي بالإضافة إلى انتشار أنظمة الاختراق التي أصبحت منتشرة للغاية وسط مجموعات المتسللين. ولكن، استطاع أيضاً الذكاء الاصطناعي مواجهة هذه التحديات على نحو غير مسبوق من خلال اتباع نهج شامل لكل شركة أو شخص يستخدم الذكاء الاصطناعي، يتضمن هذا النهج ما يلي:
1- الكشف المُبكر عن الاختراقات المبدئية: يُمكن للذكاء الاصطناعي تحليل الأنماط والسلوكيات المختلفة التي تندرج تحت الأنماط الغير مُعتادة على المواقع، لاسيما المواقع المالية أو التي تهدف إلى خلق أموال في محافظ المستثمرين. تشير تنبؤات وتحليلات الذكاء الاصطناعي إلى استخدام تقنيات التعليم الآلي والتعرف على الفيروسات والبرامج الخبيثة والهجمات الإلكترونية حتى الفاشلة منها. كما يستطيع الذكاء الاصطناعي التعلم من نفسه ومن البيانات السابقة لتعزيز الحماية من الهجمات المشابهة في المستقبل. تقوم الكثير من المواقع باستخدام الذكاء الاصطناعي في هذا الأمر، لاسيما في المواقع التي تسعى إلى ربح الأموال. لهذا السبب، يجب أن يتم الاختيار من أفضل الكازينوهات الآمنة على الإنترنت للعرب التي تسعى إلى سد الثغرات الأمنية والامتثال إلى معايير السلامة والأمان.
2- الاستجابة التلقائية: يُعتبر الذكاء الاصطناعي من أكثر الأدوات التحليلية التي لا تسعى إلى التحليل فقط، بل أيضاً تعمل على الرد التلقائي على جميع الحوادث الأمنية. بمجرد أن يكشف الذكاء الاصطناعي عن أي نمط غير معتاد، يقوم بتحضير أدواته واتخاذ إجراءات فورية مثل حظر العناوين الإلكترونية المشبوهة وتنفيذ إجراءات استرجاع البيانات وحظرها على الشخص المشبوه وعزل النظام المتضرر وغيرها من الإجراءات التي تساعد على حماية الأنظمة الحالية.
3- تعقب المتسللين: لا يقف دور الذكاء الاصطناعي فقط على تحليل الأنماط الغير معتادة والرد على تلك الاختراقات واتخاذ الإجراءات، ولكن أيضاً يمتد دوره إلى تعقب المتسللين ومعرفة هويتهم ومعرفة نقاط الضعف في البرنامج الحالي وكيفية سد الثغرات. يساعد هذا الأمر على توفير رؤى واضحة للفرق الأمنية لمساعدتهم على تحسين إجراءات الحماية في المستقبل.
تطبيقات الذكاء الاصطناعي في إدارة المخاطر
أصبح الذكاء الاصطناعي الآن ثورة في عالم الصناعة المالية والمخاطر الاقتصادية حيث شكلت أساسيات الإدارة قدر كبير من الاهتمام العالمي اليوم، لاسيما فيما يتعلق التقنيات الحديثة. شكل الذكاء الاصطناعي فرص مُبهرة لإدارة المخاطر وأتمتة العمليات وتسريع عمليات الإنتاج وتعزيز الكفاءة بشكل كبير. فيما يلي أحد أشهر تطبيقات الذكاء الاصطناعي في إدارة المخاطر لتعزيز الامتثال التنظيمي، كما هو موضح أدناه:
- برنامج الخبير الافتراضي: يعمل هذا البرنامج بالاعتماد الكُلي على الذكاء الاصطناعي في تقديم بيانات مالية مرتبة ومتخصصة في إدارة المخاطر وذلك من خلال طرح الأسئلة المباشرة على المستثمر. يعمل هذا البرنامج على تحليل أنماط أجوبة المستثمر ووضع خطة مالية كاملة متكاملة بناء على تحليلات السوق المختلفة وبالوضع في الاعتبار أيضاً أهداف كل مستثمر والفترة الزمنية للاستثمار وأيضاً حجم رأس المال الموضوع. كما يعمل هذا البرنامج أيضاً على أتمتة جميع العمليات ويهدف هذا الأمر إلى توفير الوقت المستغرق في العمليات وتوفير هذا الوقت للمستثمر في قراءة الأسواق والبيانات التي تم وضعها في مستندات إلكترونية سهلة الفهم.
- برامج الجرائم المالية: يوفر الذكاء الاصطناعي برامج تعمل على وضع خطة بديلة للشركات أو المستثمرين أو الكيانات بشكل عام الذين تعرضوا لأزمة مالية أو خسائر فادحة في رؤوس الأموال نتيجة لتقلبات السوق أو نتيجة لاتخاذ قرارات استثمارية غير موفقة. تعمل هذه البرامج على وضع خطة متكاملة للحد من الخسائر الحالية وبالتالي محاولة تعظيم الأرباح في المستقبل القريب. كما تقدم هذه البرامج حلول فعالة ومتطورة وعالية الجودة لتقييم المخاطر المحتملة في المستقبل ومراقبة التغيرات الحادثة في السوق وعمل تقارير يومية لمساعدة المستثمر على متابعة السوق في حالات التقلب والخسائر على نحو أكثر دقة.
- برامج الامتثال التنظيمي: يوفر الذكاء الاصطناعي أيضاً الكثير من البرامج التي تعمل على وضع اللوائح والسياسات في المنظمات المالية بناء على حالة السوق وتحليلات الموظفين والعملاء وبالتالي وضع القوانين واللوائح والإجراءات بالاعتماد على تلك المعلومات. تعمل هذه البرامج في الشركات بمثابة موجه للشركة للخروج من أي مرحلة انتقالية وتهدف إلى تحقيق أرباح مع الاحتفاظ بالعملاء وجذب عملاء جُدد والحفاظ على الكفاءات الوظيفية الأهم في الشركة.
تحديات قيد الحل للأمن السيبراني
إن الاعتماد المفرط على الذكاء الاصطناعي في المجالات المختلفة قد يخلق فجوات أمنية كبيرة لذلك يجب أن يتم تطوير سياسات وأنظمة الذكاء الاصطناعي لسد تلك الثغرات والفجوات. ليس مجرد سدها، ولكن أيضاً التعرف عليها قبل أن يتعرف عليها المخترقين والمتسللين الآخرين. على الصعيد الآخر، يميل الخبراء والمستثمرين في الوقت الراهن إلى تطوير حلول جديدة وفعالة للاستفادة من الذكاء الاصطناعي وتطوير الأمن السيبراني بالاعتماد على أنماط التعلم الآلي للذكاء الاصطناي.